responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109

أما عدوهم؛ فقد كان يجثو فوق أرضهم، ويضرب بعضهم ببعض، ويستثمر كل نقاط الضعف التي امتلأوا بها، ليجعلهم خدما وسدنة لأغراضه، ومطالبه التي لا تنتهي.

في غمرة تلك الآلام سمعت برجل صالح ممتلئ بالحكمة، وأنه انفرد دون الناس في محل محصن لا يستطيع أن يصل إليه عدوهم بما لديه من عتاد وأسلحة.

وسمعت أيضا أن شباب المدينة يتسللون إليه كل حين، ليسمعوا منه، ثم يعودوا إلى مدينتهم ليحدثوها بما سمعوه..

وقد استفزني ذلك إلى البحث عنه، والسير إليه.. وقد وفقني الله لذلك بعد المرور على إجراءات أمنية مشددة؛ فقد كان يضع الحرس والعيون في كل مكان، حتى يراقبوا الداخلين والخارجين..

عندما دخلت إليه بادرني بالتحية، والكلام الطيب اللطيف، واعتذر لي عن تلك الإجراءات الأمنية المشددة التي مررت بها، وأخبرني أن ذلك لم يكن إلا للضرورة التي تستدعيها الظروف التي يعيشها، والتي تهدد حياته كل حين.

وقد حاولت حينها أن أبدو له مثل سائر الناس الذين يسكنون المدينة، ويمتلئون بالضعف، لأعرف أسرار تأثيره فيهم..

قلت له: عجبا لك أيها الأستاذ.. عندما سمعت بك، كنت تصور أنك الشجاع الذي لا يغلب، والبطل الذي لا يقهر، لكني فوجئت بأن ذلك كله مجرد دعاوى، لا حقيقة لها.. فأنت تحتاط لنفسك، وكأنك ستخلد في الدنيا.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]؟

قال: بلى سمعتها.. وسمعت معها قول موسى عليه السلام: ﴿رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17]، ورأيت معها ما فعله رسول اللهa

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست