responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

حين هم بالهجرة إلى المدينة المنورة.. فقد اتخذ كل الاحتياطات اللازمة لذلك.

قلت: ولكن ألا ترى أنك بذلك تفر من أقدار الله.

قال: بلى.. ولكن ليس إلى أقداري، وإنما إلى أقدار الله.. لأن الله تعالى وضع لنا كل الفرص، وأتاح لنا كل الوسائل، ووضع بين أيدينا كل الاختيارات، لنمارس حياتنا بكل حرية.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد:39)؟

قلت: بلى.. سمعتها.. فما فيها من العلم؟

قال: يخبرنا الله تعالى في الآية الكريمة بأن أقداره المرتبطة بالتكليف ليست ملزمة لنا، ويمكننا أن نمحوها إذا أردنا..

قلت: ولكن الله تعالى أخبر أنه هو الذي يتولى ذلك، وليس البشر، فالله هو سيد القدر، لا البشر.

قال: ولكن ذلك المحو والتبديل خاضع لسلوكاتنا واختياراتنا، ألم تسمع قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]

قلت: بلى.. وقد سمعت معها ما ورد في بعض الأحاديث أن رسول الله a قال ـ حاكيا عن ربه ـ: (قال الرب: وعزتي وجلالي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي، ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي)[1]

قال: فهذا الحديث يخبر أن الله تعالى ينزل من الأقدار على عباده بحسب استعداداتهم؛ ولذلك كانوا هم من يصنع قدرهم.


[1] رواه ابن أبي شيبة في صفة العرش برقم (19)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست