responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108

تسكن فيها جنبا إلى جنب مع بشرها وحجرها ووبرها ومدرها.

وقد جعلني ذلك أتألم كثيرا لهذا البلاء الذي اختير لها، واختبرت به، وقد زاد في طينة بلائي ما كنت أراه فيها من ظهور المتمردين على الله، أولئك الذين اتهموا الله بأنه سبب ما يحصل لهم، وأنه هو الذي اختارهم من دون الناس جميعا ليكونوا نماذج للقهر الإلهي.

وقد ساعد على انتشارهم أولئك الذين يحملون صورا مشوهة عن الله والوجود والكون والحياة.. لقد كانوا يسيرون بين الناس، وينشرون فيهم أن كل ما يحصل لهم ليس سوى قدر إلهي، وأن عليهم أن يستقبلوه بصدر رحب، وأن أي معترض يعترض على ذلك، إنما يعترض على الله.

وقد رأيت آخرين منهم يواجهون ذلك الاستعباد والاستعمار بطرق غريبة يختلط فيها الدين بالشعوذة.. فهم يستعملون الطلاسم والأوفاق، ويتصورون أنهم بها يمكن أن يتغلبوا على عدوهم.

ورأيت بعضهم يكتفي بالدعاء بتجميد الدماء التي تسري في عروق المستعبدين لهم، ويكتفي بذلك، ويتصور أن الدعاء وحده سهام الله التي تصيب أعداء الله، وأن من فعل ذلك فهو المجاهد الحقيقي، حتى لو لم يتحرك بأي حركة، ولم يبذل أي جهد.

وقد رأيت فوق ذلك كله أسواق الشعوذة منتشرة بكثرة، ولهذا لا يواجهون ما يحصل لهم من البلاء بما يقابله من العمل، وإنما يواجهونه بطرد الشياطين والسحرة والفرار من العين وتوابعها وأزلامها.

وقد رأيت غير ذلك.. أشياء كثيرة لا يمكن أن أصفها لك، وربما لا ينفعك وصفي لها.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست