responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ (النور:54)، وقال حاكيا عن رسله: ﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ (يّس:17)

قال: الهداية بيد الله، والناصح ليس سوى دال عليها، وله أجر ذلك.. ولذلك كان أدبه فيها أن يراعي حقوقها، ويؤديها كما أمر بها، ثم يترك صاحبها وشأنه.

قلت: فما حقوقها؟

قال: أولها أن ينظر في نصيحته، وهل هي من المعاني المتفق فيها، أم من المختلف فيها؛ فإن كانت من المختلف فيه؛ فليس عليه أن يتشدد فيها، بل يكفيه أن يذكر ما يراه، ويحترم رأي غيره.. بل ليس له أن يسوقها في قالب النصح، وإنما أن يسوقها كما يسوق سائر الحديث.

قلت: أجل.. ولهذا نص الفقهاء على أنه لا إنكار على المختلف فيه.. وقد قال في هذا بعضهم: (إذا رأيت الرجل يعمل العلم الذي اختلف فيه، وأنت ترى غيره فلا تنهه)، وقال: (ما اختلف فيه الفقهاء، فلا أنهي أحداً من إخواني أن يأخذ به)، وقال آخر: (لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهب، ولا يشدد عليهم)[1]

قلت: ألهذا كان أصدقاؤك من مذاهب متعددة، ومشارب متنوعة؟

قال: أجل.. وقد استفدت من تنوعهم الكثير من العلوم والمعارف والقيم التي لم أكن لأستفيد منها لو كانوا نوعا واحدا.

قلت: ولكن.. ألا تتألم عندما تراهم مختلفين معك في الكثير من القضايا؟

قال: ولم أتألم؟.. أليس الله هو الديان، ونحن لسنا سوى عبيده؟

قلت: ألهذا لم أرك مع طول مقامي معكم تنصحهم؟


[1] انظر: الآداب الشرعية: 1/ 186..

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست