responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 309

إلا التفاصيل.

قال عيسى: سأذكر لكم عشرا من فوائد الجوع.. من علمها لم تستعبده بطنه، ولم يتثاقل إلى الأرض بسببها.

قلنا: فهات الأولى.

قال عيسى: هي ما عبر عنه لقمان الحكيم بقوله مخاطبا ابنه: (يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة)

وعلى منواله عبر الصالحون، فقد قال أحدهم: (عليك بالجوع فإنه مذلة للنفس ورقة للقلب وهو يورث العلم السماوي)

وقال آخر : (الجوع سحاب فإذا جاع العبد أمطر القلب الحكمة)

وقال آخر: (ما جعت لله يوماً إلا رأيت في قلبي باباً مفتوحاً من الحكمة والعبرة ما رأيته قط)

قلنا: ما يعني جميع هؤلاء بهذا؟

قال عيسى: يعنون صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب، وهو لذلك كالخمر يثقل القلب ويمنعه من الجريان في الأفكار وعن سرعة الإدراك، بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.

قلنا: عرفنا الأولى.. فهات الثانية.

قال عيسى: الثانية رقة القلب وصفاؤه الذي به يتهيأ لإدراك لذة المثابرة والتأثر بالذكر، فكم من ذكر يجري على اللسان مع حضور القلب، ولكن القلب لا يلتذ به ولا يتأثر حتى كأن بينه وبينه حجاباً من قسوة القلب، وقد يرق في بعض الأحوال فيعظم تأثره بالذكر وتلذذه بالمناجاة، وخلو المعدة هو السبب الأظهر فيه.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست