responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13

عن الأكل والشرب..

بعد أيام من السير صرت مدمنا على النظر إليه، والتمتع بذلك..

وقد وصل بي الأمر بعد أيام قلائل إلى أن توقفت عن السير.. بل وصل بي الأمر إلى أن وضعت الكنز في محل رفيع، ورحت أجثو بين يديه كما يجثو الوثني أمام أصنامه.

أذكر أني في تلك الرؤيا كنت أسمع التحذيرات الشديدة من الانشغال بالكنز عن الوظيفة التي كلفت بها.. لكني لم ألتفت لأي ناصح أو محذر..

وذات يوم.. حصل ما حول من حلمي كابوسا.. لقد مددت يدي لآخذ من ذلك الكنز.. فلم يعد يكفيني أن أنظر إليه.. وليت ذلك فقط كان، بل حدثتني حينها نفسي أن أستأثر به لنفسي.. وقال لي شيطاني: إنك لو ملكت هذا الكنز، فستصير كصاحب ذلك القصر.. سيكون لك من الأمر ما هو له..

مددت يدي.. وليتني ما مددتها.. لقد تحول ذلك الكنز الذي كنت ممتلئا إعجابا به إلى حية كبيرة أحاطت بذراعي، ولم ينقذني منها إلا صراخي، واستيقاظي بعده..

***

ملأتني تلك الرؤيا بالمخافة.. ولست أدري كيف سرت إلى الشيخ الصالح ـ الذي تشرفت بزيارته ذلك اليوم ـ من حيث لا أشعر لأقصها عليه..

لكني ما إن دخلت عليه حتى خاطبني بقوله: هل رأيت الإنسان؟

قلت: كيف لا أرى الإنسان.. أنا لا أرى إلا الإنسان.. ألست أنت وأنا وكل أولئك الذين يعمرون القارات أناسي؟

قال: لا.. ليسوا كلهم أناسي.. الإنسان هو الذي بقي إنسانا.. أما من لم يبق إنسانا، فلا يصح أن نطلق عليه هذا اللقب العظيم.

قلت: لم أفهم.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست