responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

قال: أرأيت لو أن عنبا لذيذا حلالا حوله مجرم خمرا.. هل يبقى للعنب كرامة العنب؟

قلت: كيف تبقى له كرامة العنب، وقد نجس بتحويله خمرا؟

قال: فلو قال لك رجل من الناس: أعطني عنبا.. فأعطيته خمرا.. هل تكون مصيبا بفعلك هذا؟

قلت: بل أكون مصيبة بفعلي هذا.. فشتان بين الخمر والعنب.

قال: ولكن الخمر ليست سوى عنب.

قلت: هي عنب منحرف خبيث.. لا عنب مستقيم طيب.

قال: أخبثه وانحرافه يحذف منه كرامة اسمه؟

قلت: أجل.. كما تحذف من الخائن كل ألقاب الأمانة التي لقب بها.

قال: فهكذا الإنسان..

قلت: ما تقصد؟

قال: لقد خلق الله الإنسان مخلوقا طيبا بريئا ممتلئا بالطاقات العظيمة التي تؤهله للخلافة التي هي وظيفته الكبرى.. ولكن الكثير من الخلائق راحوا يمحون اسم الإنسان ليضعوا بدله اسم الشيطان.

قلت: لم أفهم.

قال: أرأيت لو أن صاحب مطعم أراد أن يجعل بعض عماله نادلا لما رأى فيه من الخلال المناسبة لذلك.. لكنه فوجئ بأن يدي النادل تقطعان.. أو تشلان.. فهل يمكن أن يستمر صاحب المطعم على هذه النية؟

قلت: غبي إن هو استمر على هذه النية.. فلا يمكن للقطيع أو المشلول أن يحمل الطعام إلى فمه.. فكيف يحمله إلى أفواه غيره؟

قال: فهكذا الإنسان.. لقد وهب الله الإنسان من القوى ما يستطيع أن يؤدي به

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست