قال: بالصدق نجح في التعامل معه.. لقد
كان رسول الله a
يعلم ما تمتلئ به قلوبهم من محبة الله ومحبة رسوله، فلذلك خاطبهم بهما[1].
قلت: أبالمال وحده يمكن الإحسان؟
قال: لا.. الإحسان أعم من أن يقتصر على
المال، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ
صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ (البقرة:263)؟
قلت: بلى..
قال: فقد أشار الله في هذه الآية إلى أن
القول المعروف والمغفرة قد يكونان خيرا من الصدقة.
قلت: فهل أثر عن رسول الله a في ذلك شيء.
قال: لقد كان رسول الله a يستعمل كل الوسائل ليجذب القلوب
إلى التعرف على الله وعبادته..
قلت: فحدثني عن المغفرة.
قال: المغفرة من الأخلاق التي أمر الله
تعالى بها رسوله a،
وأخبر أن لها من التأثير ما جعل القلوب تلتف به a.. قال تعالى:﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)
وفي موضع آخر قال تعالى:﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾
[1] ذكر
محمد بن عمر أن رسول الله a أراد حين دعاهم أن يكتب بالبحرين لهم خاصة بعده دون
الناس، وهي يومئذ أفضل ما فتح عليه من الارض، فقالوا: (لا حاجة لنا بالدنيا بعدك)،
فقال رسول الله a:(
إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)