إن هذه الآية الكريمة تشير إلى أن الإسلام رسالة تحريرية تهدف إلى
نصرة المستضعفين وإخراجهم من أسر المستكبرين.
قال الكواكبي: ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا أحيينا قيم العدالة التي
جاءنا بها رسول الله a،
فلا يمكن أن ينتصر الإسلام، ونحن منحرفون عنها.
قال الشعراوي: من السهل علينا أن نعيد لهذه القيم الحياة.. فكل ما
تركه لنا رسول الله a في هذا من بشارات مشاعل هداية
يسير بها الدعاة الصادقون ليبشروا بهذه الفضيلة، وينشروها.. فما ضاعت قيمة وجدت
مبشرا وناشرا.
قال شكيب: حدثنا يا شيخنا عن نبينا.. فلا تحلو المجالس إلا بحديثه.
قال الشعراوي: من البشارات العظيمة التي ربطها رسول الله a بالعدل قوله:(سبعة يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى، ورجل قلبه معلق في
المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات
منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما
تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)[1]
انظروا البشارة العظيمة التي يحملها هذا الحديث.. إنه يبشر الإمام
العادل بالظل الإلهي في اليوم الذي يحترق فيه الإمام الجائر بنار جوره.
وانظروا كيف قرن رسول الله a الإمام العادل بأولئك الطيبين الكرام المنشغلين بالله.. فلا يقرن
بالكرام إلا كريم.
وفي حديث آخر يحمل بشارة أخرى قال a:(إن المقسطين عند الله على منابر من
نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)[2]