انظروا.. هذه الآيات جميعا.. لم تنزل في شأن تبرئة مسلم.. ولا في
الدفاع عن مسلم.. بل نزلت لتبرئة يهودي.. يهودي كان مع قومه في كل حين يكيد
المكايد للمسلمين.. ومع ذلك نزلت تبرئته في القرآن الكريم..
لقد اتفق المفسرون أن هذه الآية نزلت في طعمة بن أبيرق الذي سرق
سلاحا، فشكاه صاحب السلاح إلى رسول الله a فألقى السارق السلاح المسروق في بيت رجل بريء، ليبرئ نفسه ويحمل
البريء إثمه، وعندما وجد السلاح في بيت الرجل البريء ثبتت ـ في الظاهر ـ براءة
السارق، فأنزل الله هذه الآيات تبين وجه الحق بغض النظر عمن كان معه الحق[1].
[1] وقيل:
إن هناك من وضع عنده درعاً على سبيل الوديعة ولم يكن هناك شاهد، فلما طلبها منه
جحدها. وقيل: إن المودع لما طلب الوديعة زعم أن اليهودي سرق الدرع.