من هذه الخصال العشر عشر أخرى من الرذائل لم نطول بذكرها وتفصيل
آحادها مثل: الأنفة، والغضب، والبغضاء، والطمع، وحب طلب المال، والجاه للتمكن من
الغلبة، والمباهاة، والأشر، والبطر، وتعظيم الأغنياء والسلاطين والتردد إليهم
والأخذ من حرامهم، والتجمل بالخيول والمراكب والثياب المحظورة، والاستحقار للناس
بالفخر والخيلاء، والخوض فيما لا يعني، وكثرة الكلام، وخروج الخشية والخوف والرحمة
من القلب، واستيلاء الغفلة عليه لا يدري المصلي منهم في صلاته ما صلى، وما الذي
يقرأ، ومن الذي يناجيه؟ ولا يحس بالخشوع من قلبه مع استغراق العمر في العلوم التي
تعين في المناظرة مع أنها لا تنفع في الآخرة: من تحسين العبارة وتسجيع اللفظ وحفظ
النوادر إلى غير ذلك من أمور لا تحصى. والمناظرون يتفاوتون فيها على حسب درجاتهم
ولهم درجات شتى ولا ينفك أعظمهم ديناً وأكثرهم عقلاً عن جمل من مواد هذه الأخلاق
وإنما غايته إخفاؤها ومجاهدة النفس بها)[1]
والغزالي يقيس هذه المنكرات الباطنة على الكبائر من الفواحش الظاهرة،
فيقول:(ونسبتها إلى الفواحش الباطنة من الكبر والعجب والحسد والمنافسة وتزكية
النفس وحب الجاه وغيرها كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة من الزنا والقذف
والقتل والسرقة)
ويستدل على ذلك بعلة جامعة ينص عليها بقوله:(كما أن الذي خير بـين
الشرب وسائر الفواحش استصغر الشرب فأقدم عليه فدعاه ذلك إلى ارتكاب بقية الفواحش
في سكره، فكذلك من غلب عليه حب الإفحام والغلبة في المناظرة وطلب الجاه والمباهاة
دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع الأخلاق المذمومة)
بل يذكر أن هذه الفواحش الباطنة مما يقع فيه المتماسكون أما غيرهم،
فيقع منهم (من