responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 457

يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة)[1]

سكت الرجل قليلا، فقال البغدادي: أنت بين أمرين.. إما أن تكذب محمدا a فيما أخبر به.. أو تخطئه وتخطئ معه جبريلا والملائكة ـ عليهم السلام ـ وتعتبرهم غاشين لا ناصحين.

وإما أن تسلم لنبيك.. ثم تحاول أن تفهمه، وترتقي للأبعاد التي تحدث عنها.

قال الرجل: قد أسلم لك في الحجامة.

قال البغدادي: إذا سلمت لي في الحجامة سلمت لي في غيرها؟

قال الرجل: أنت تلزمني بما لا يلزم.

قال البغدادي: بل ألزمك بما يلزم.. لأنك إذا ذكرت بأن النبي a شرع لنا العلاج بالحجامة، أو وصفها لنا كعلاج انهارت جميع المبادئ التي ذكرتها.. فاعتبرت النبي a حينها طبيبا يمكن أن يصف علاجا.

قال الرجل: الطبيب لا يمكن أن يعرف بدواء واحد.

قال البغدادي: لقد ذكر النبي a منظومة كاملة من العلاج ومنظومة كاملة من الوقاية.. ولكن سوء الفهم هو الذي حال بين الناس وبين الاستفادة منها.. وهم في ذلك يظلمون أنفسهم ويحتقرون نبيهم.

قال الرجل: كيف ذلك؟

قال البغدادي: أما ظلمهم لأنفسهم، فهو يشبه ما ذكرت عن نفسك.. فأنت ـ بحمد الله ـ فقيه محدث.. ولكن قومك مقصرون في الاستفادة منك، وهم يظلمون أنفسهم بذلك.

وأما الاحتقار.. فإن هؤلاء يكادون يقولون لنبيهم من غير أن يشعروا: (أنت لست أهلا


[1] ) رواه الترمذي، وقال حسن غريب، وابن ماجة.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست