responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 456

قال البغدادي: هي ليست زمرتي.. فأنا لست سوى عبد من عباد الله القاصرين.. ولكني لا أرى إلا أنك محاط ضمن هذين الاحتمالين.

سكت الرجل قليلا، ثم قال: فما تقول فيما أوردت من نصوص بشرية رسول الله a؟

قال البغدادي: أما ما قرأته من قوله تعالى:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ (الكهف: 110)، فالصحيح في قراءتها:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إلي﴾ (الكهف: 110)

والصحيح في فهمها هو ما عبر عنه قوله تعالى:﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ (النجم)

وأما الأحاديث التي رويتها فالأصح في فهمها هو ما ارتبط بالظن المحض، وفي هذا يذكر النبي a عادة ما يدل عليه..

قال الرجل: ألا يمكن أن تكون الأحاديث الأخرى التي وردت في النواحي الطبية مشابهة لهذا؟

قال البغدادي: يستحيل ذلك.

قال الرجل: وكيف عرفت الاستحالة؟

قال البغدادي: نصوص الأحاديث تنبئ عن الاستحالة.. ففرق كبير بين قوله a: (ما أظن ذلك يغني شيئا).. وبين قوله بصيغة الجزم والتأكيد: (إن في الحجم شفاء)[1]

وفرق كبير بين أن يخاطب بعض الفلاحين في حقل من الحقول.. وبين أن يخاطب الأمة جميعا في أمر يرتبط بصحتها وعافيتها بمثل ذلك الجزم والتأكيد.

ثم فوق ذلك.. فإن النبي a ربط الأمر بالوحي..فقال: ( إن جبريل أخبرني أن الحجامة أنفع ما تداوى به الناس)[2]، وقال: (ما مررت ليلة أسري بي على ملأ من الملائكة إلا كلهم


[1] ) رواه مسلم.

[2] ) رواه الخطيب.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 456
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست