responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 450

وفي حديث آخر: (إنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم: قال الله، فلن أكذب على الله) [1]

وفي حديث آخر: (إني فيما لم يوح إلي كأحدكم)[2]

وفي حديث آخر: ( أنتم أعلم بأمر دنياكم)[3]

فهذه الأحاديث، يؤصل فيها النبي a أصلا عظيما في الشريعة، ويبينه لنا، ويشعرنا بأن بعض أفراد الأمة قد يكونون أحيانا أعلم منه a بما يتقنونه من أمور الدنيا، والمقصود أهل الخبرة في كل فن وصناعة، وأنه لا داعي شرعا لالتفاتهم إلى ما يصدر عنه a من ذلك إلا كما يلتفتون إلى قول غيره من الناس[4]..

رأيت البغدادي تغير تغيرا شديدا لكنه حاول أن يحبس نفسه بقوة.. صاح بعض الحضور غاضبا: انزل يا زنديق.. كيف تتجرأ على مقام النبوة بمثل هذا؟

تدخل البغدادي بأدب، وقال: دعه ـ يا أخي ـ يكمل ما لديه.. هو لم يقصد ما فهمته.. إن التعبير فقط هو الذي خانه..

قال الرجل بصلافة: كيف يخونني التعبير.. أنا أديب أدباء، وعالم ابن علماء.. فكيف يخونني التعبير؟

قال البغدادي: اعذرني.. واصل ما تريد قوله.. فأنا لا أستطيع أن أجيبك إلا بعد أن تكمل كل ما عندك من حجج.

قال الرجل ـ وهو يتوجه للجماعة بحماسة وشدة ـ: أين ذهبت عقولكم.. ألم تقرأوا قوله


[1] رواه أحمد.

[2] رواه الطبراني في الكبير وابن شاهين في السنة.

[3] رواه مسلم.

[4] للأسف فإن هذا الكلام قاله بحروفه من يتجرأون على مقام النبوة بحجة العلمية والموضوعية.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست