responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 449

يكون صادقا فيما يقوله.

ثم توجه للرجل بأدب، وقال: تعال.. ارتق معي هذه المنصة، فنحن الآن في حكم الخصمين، ولا بد أن يكون محل الخصمين أمام القضاء متساويا.

ارتقى الرجل المنصة.. فقال البغدادي: اطرح ما لديك من الحقائق، لأصحح ما لدي منها.

قال الرجل: أنت تزعم أن محمدا a كان طبيبا..

قال البغدادي: إن ما ذكرته هو بعض الحقيقة لا كل الحقيقة.. أنا ذكرت أن محمدا a قد أعطاه الله من العلوم والهدي ما يخدم الإنسان بجميع أركانه ولطائفه فردا وجماعة وأمة.. وذكرت أن كونه رسولا لله يقتضي أن يكون ناصحا.. ولذلك فإن من وظائف رسول الله a دلالة أمته إلى ما يفيد حفظ صحتهم.. وقد أدى رسول الله a هذه الوظيفة خير أداء.. وهي في عرف الناس لا تختلف مع وظيفة الطبيب.. فالطبيب ليس إلا ناصحا يهديك لطرق الصحة وحفظها وإصلاح ما فسد منها.

قال الرجل: إن هذا الزعم الذي تذكره خطيره جدا.. فمحمد a لم يكن يعدو الوظيفة التي كلفه الله بها[1].. أما هذه الوظيفة الخطيرة ـ التي هي شأن المختصين ـ فقد تحدث عنها رسول الله a بقوله: (إذا كان شئ من أمر دنياكم فأنتم أعلم به، وإذا كان شئ من أمر دينكم فالي)[2]

وفي حديث آخر: (ما تقولون إن كان أمر دنياكم فشأنكم، وإن كان أمر دينكم فالي)[3]


[1] حاولنا في هذا المبحث أن نجيب على الشبهة المرتبطة بنفي ما يسمى بالطب النبوي (بمعناه الصحيح المتكامل الذي اشرنا إليه في (ابتسامة الأنين)، وقد رجعنا في نقل الشبهات إلى بعض من ذكر تلك الشبهات مثل: (د. محمد سليمان الأشقر، أحاديث الطب النبوي هل يُحتج بها؟، نشر في إسلام أون لاين، بتاريخ: 12/08/2004).

[2] رواه مسلم.

[3] رواه أحمد.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست