اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 381
الأغنياء بحسب ثرواتهم.. ورتبنا طلبة
العلم بحسب طاقاتهم.. ورتبنا العلماء بحسب إنجازاتهم وتخصصاتهم.. وهكذا..
قلت: لم كل هذا؟
قال: حتى نتعامل مع كل صنف بما يحتاجه من
معاملة.. فلا يمكن أن نكلف الفقير بوظيفة الغني.. ولا الغني بوظيفة العالم.
قلت: ولكن الغني قد يكون عالما.. فماذا
تفعلون؟
قال: نضعه بين الأغنياء، وبين العلماء..
فإذا احتجنا إلى غناه قصدناه.. وإذا احتجناه إلى علمه سألناه.
القضاء
في اليوم الثالث، طلب مني محمد المهدي أن
أسير معه للمحكمة، فتعجبت من ذلك، وقلت: لقد تصورت ـ بسبب ما رأيته من عدالة في
سياستكم ـ أن القضاء عندكم منفصل عن الحكم..
قال: ما الذي تقصد بانفصاله؟
قلت: أقصد أن الحاكم لا يحق له أن يتدخل
في شؤون القضاء.. إن هذا هو الذي تنص عليه قوانين العدالة التي ابتكرها أهل العصر
الحديث.
قال: هذا لم يبتكره أهل العصر الحديث..
بل هذا ما جاء به محمد a..
وهو ما طبقه ورثة محمد a..
لقد قال الله تعالى يأمر بذلك:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ
لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ
أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ
إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 381