responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 380

يأمر بذلك:﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ (الصف:4)

وقال واصفا ملائكته:﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً﴾ (النبأ:38)، وقال:﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً﴾ (الفجر:22)

وقد حثنا رسول الله a على الاقتداء بالملائكة ـ عليهم السلام ـ في هذه العبودية المنظمة، فقال: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟)، قالوا: (يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟)، فقال: (يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف)[1]

لقد كان هذا الحديث أساسا لجميع الأنظمة التي تقوم عليها إدارة هذه المدينة وجميع مؤسساتها.

قلت: كيف ذلك؟

قال: لقد رأينا أن الصفوف ورصها وتنظيمها وربطها ببعضها البعض تختصر الكثير من الجهود، وتنظمها، وتجعل منها جهودا إيجابية، فلذلك رحنا نرتب الرعية كلها بنظام الصفوف.

ابتسمت، وقلت: كيف ذلك.. أأخرجتم الرعية إلى الشوارع وطلبت منهم إقامة الصفوف؟

قال: أرواح الصفوف هي التي تنظم الرعية، لا أجسادها؟

قلت: فكيف تعاملتم مع أرواح الصفوف؟

قال: لقد أحصينا الرعية.. ثم رتبناهم مراتب مختلفة.. ثم وضعنا كل مرتبة منها في محلها الخاص..

قلت: تقصد إنزالهم منازلهم.

قال: أجل.. لقد وضعنا الفقراء في محالهم، ورتبناهم بحسب حالتهم وعوزهم.. ورتبنا


[1] رواه أحمد ومسلم وغيرهما.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست