responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 370

النصر التي يجوز أن يضحى في سبيلها بكل شيء..

قلت: لكن الأعداء فهموا السلام استسلاما؟

قال: فلتمل عليهم عقولهم وأهواؤهم وشياطينهم ما شاء لها أن تملي.. العبرة بمن ينتصر أخيرا.. النصر الحقيقي لا النصر المزيف.. وذلك ما حصل لرسول الله a.

قلت: فكيف استفدتم من هذا؟

قال: رحنا نبحث عن كل جذور العداوة التي بيننا وبين جيراننا.. فاجتثثناها واحدا واحدا.. ورحنا بما أملت علينا أخلاق أهل الإيمان نوثق الصلات بيننا وبينهم حتى صاروا أميل إلى تقديسنا منهم إلى حربنا.

سرت مع محمد المهدي في تلك القاعة طيلة ذلك الصباح، وقد اطلعت على الكثير من الوثائق، وقد جعلني ذلك أقتنع اقتناعا تاما بمبادئ العدالة العظيمة التي مارسها a في حياته القيادية.

الشورى:

في ذلك المساء، طلبت منه أن يسير بي إلى (مجلس الشورى)، سار بي إليه، وقد عجبت عندما رأيت كبر القاعة التي خصصت له، وتعدد فروعها، فقلت: ألا ترى أنكم قد بالغتم في كبر هذه القاعة واتساعها.

قال: ومع ذلك، فهي لا تضم كل من هو في مجلس الشوري.. إن مجلس الشورى الحقيقي يضم المدينة جميعا.

قلت: عهدي بمجلس الشورى ألا يضم إلا المنتخبين.

قال: تلك مجالس الشورى الصورية.. مجلس الشورى الحقيقي هو الذي يستشير الرعية كل حين، فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، وقد يرى العامي ما لا يرى المختص.

قلت: على أي نظام ديمقراطي اعتمدتم على هذا؟

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست