responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 371

قال: على نظام محمد a.. فمحمد a لم يكن يميز في شوراه بين الخاصة والعامة.. لقد كان يستشير الكل، وكان الكل يشير عليه، لقد أمره الله بذلك، فقال:﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)

قلت: إن الآية تشير إلى تأثير الشورى في تأليف القلوب.

قال: ما أعظم أن تتوحد قلوب الرعية مع قلوب حكامها.. إنهم حينذاك يصيرون قوة لا يمكن لأحد قهرها.

سأضرب لك مثالا عن واقعنا استقيناه من واقع النبي a..

إن كل ما تراه في المدينة من إنجازات ضخمة بركة من بركات الشورى.. لقد كنا في كل حين نجمع الرعية، ونخاطبها، ونطلب رأيها، وكنا بحمد الله نجد من بركات ذلك ما عاد علينا بالخير والمنفعة.

لقد وجدنا الرعية تقبل على المشاريع تنفذها برغبة تامة، وهي مقتنعة تمام الاقتناع بمدى جدواها.

قلت: من أين استفدتم هذا من واقع محمد؟

قال: من كل حياة النبي a.. فقد كان أكثر الناس استشارة للمؤمنين[1]، حتى قال بعض أصحابه: (ما رأيت من الناس أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله a)[2]

قلت: أرى في هذه القاعة فروعا كثيرة، فما سرها؟

قال: هناك حالات خاصة لابد فيها من المختصين.. ولذلك لا نستشير فيها إلا المختصين.. فلا يمكن أن نسأل المهندسين عن قضايا الطب.. ولا الأطباء عن قضايا الهندسة.


[1] ذكرنا التفاصيل الكثيرة المرتبطة بسنة النبي a في هذا في رسالة (النبي المعصوم) فصل (استبداد)

[2] رواه ابن أبي حاتم والخرائطي.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست