اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 369
بن عبد الله سهيل بن عمرو، اصطلحا على وضع الحرب بين الناس عشر
سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن
وليه رده عليهم ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه: وأن بيننا عيبة مكفولة[1] وأنه لا إسلال ولا إغلال[2]، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد
وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل عقد قريش وعهدهم دخل فيه)
قال: هذه معاهدة صلح الحديبية، وقد عقدها a حين قدم من المدينة معتمرا، لا
يريد حربا، وساق معه الهدي، لكن قريشا ذعرت من هذا الزحف المباغت من المسلمين،
وفكرت بجد في منع المسلمين من دخول مكة مهما كلف الأمر ..
قلت: أعرف هذه الحادثة.. فما الذي استفدتم منها؟
قال: لقد اعتبر القرآن الكريم ما حصل في هذه المعاهدة فتحا
مبينا مع أن البشر ـ بفهمهم المحدود ـ اعتبروها نوعا من الاستسلام الذليل.
قلت: أعرف هذا.. فما الذي استفدتم منه؟
قال: استفدنا الكثير.. إن هذه المعاهدة جنبتنا الكثير من
الويلات، بل فتح لنا بسببها من الفتوح ما لا نزال ننعم به.
قلت: لم أفهم.
قال: إن رسول الله a في هذه المعاهدة لم يكن يهمه إلا شيء واحد تخلى من أجله عن
كثير من مظاهر النصر الباهت..
قلت: ما هو؟
قال: السلام.. الرسول a اعتبر السلام.. وإحلال السلام بينه وبين أعدائه هي فرصة
[1] أي أن تكف عنا ونكف عنها، فلا تكون بيننا عداوة.