responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324

تشهد وقال: (أما بعد: فإنه لم يخف عني شأنكم الليلة، ولكن خشيت أن تفرض عليكم صلاة، فتعجزوا عنها، فصلوا في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) [1]

وحدث آخر أن رسول الله a قال: (لولا أن أشق على أمتي لأحببت ألا أتخلف خلف سرية تخرج في سبيل الله، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه، ولا يجدون ما يتحملون عليه، وشق عليهم أن يتخلفوا بعدي..)[2]

قلت: فحدثني عن أعظم رحمة لمحمد.

قال: تلك رحمة مدخرة في الآخرة.. وقد وردت الروايات الكثيرة تبشر بها، ففي الحديث أنه a قام ليلة، فقرأ آية يرددها، يركع بها، ويسجد، وبها يقوم، ويقعد، حتى أصبح:﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (المائدة:118)، فلما أصبح قيل له: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، فقال: (فإني سألت ربي الشفاعة لأمتي، وهي نائلة ـ إن شاء الله تعالى ـ من لم يشرك بالله تعالى شيئا)[3]

وفي حديث آخر: أن رسول الله a تلا قول الله عز وجل في إبراهيم:﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (ابراهيم:36)، وقال في عيسى عليه السلام:﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (المائدة:118)، فرفع يديه، وقال: (اللهم أمتي، أمتي)، وبكى، فقال الله عز وجل: (يا جبريل اذهب إلى محمد، فقل له، واسأله ما يبكيك؟) فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره رسول الله a بما قال، وهو أعلم، فقال الله عز وجل: (يا جبريل اذهب إلى محمد،


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه البخاري وغيره.

[3] رواه ابن أبي الشيبة، وأحمد، والنسائي، وابن ماجه، وابن مردويه.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست