قلت: بورك فيك.. فحدثني عن تيسيره على
أصحابه، فإن الرحيم يشق عليه أن يشق على غيره.
قال: لقد حدث بعض أصحابه قال: (ما رأيت
أحدا كان أرحم بالعباد من رسول الله a)[2]
وقال آخر: كان رسول الله a رحيما، رفيقا، فأقمنا عنده عشرين ليلة،
فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا، فسألنا عمن تركنا عند أهلنا، فأخبرناه، فقال:
(ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا عندهم) [3]
وروى آخر أن رسول الله a قال: (إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد
أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجدانه من بكائه)[4]
وحدث آخر أن رسول الله a صلى بهم بأقصر سورتين في
القرآن، فلما قضى الصلاة قيل له في ذلك، فقال: (أنا سمعت بكاء الصبي خلفي وترصف
النساء، أردت أن تفرغ له أمه)[5]
وحدث آخر، قال: خرج رسول الله a من جوف الليل يصلي في المسجد، فصلى رجال
صلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فأصبح الناس يذكرون ذلك، فكثر
أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز
المسجد عن أهله، ففقدوا صوت رسول الله a، فجعل بعضهم يتنحنح، ليخرج إليهم، فلم يخرج إليهم رسول الله a، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى صلاته
أقبل على الناس، ثم