اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
وحدث آخر أن رسول الله a لما كسرت رباعيته، وشج وجهه يوم أحد شق
ذلك على أصحابه، وقالوا: لو دعوت عليهم، فقال رسول الله a: (إني لم أبعث لعانا، ولكن بعثت داعيا
ورحمة، اللهم اهد قومي، فإنهم لا يعلمون)[1]
قلت: بورك فيك.. فقد كفيت وشفيت.. فحدثني
عن حيائه.. فإن من مظاهر الرحمة أن يكون رحيما حييا لا يواجه أحدا بما يكره..
قال: لقد حدث بعض أصحابه، قال: (كان رسول
الله a أشد حياء من العذراء في خدرها،
وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه)[2]
وذكر آخر أن رسول الله a رأى على وجه رجل صفرة فقال: (لو أمرتم
هذا أن يغسل هذه الصفرة)، وكان لا يكاد يواجه أحدا في وجهه بشئ يكرهه[3].
وحدث آخر قال: كان رسول الله a إذا بلغه عن رجل شيئا لم يقل له: قلت:
كذا وكذا قال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا)[4]
وحدث آخر قال: كان رسول الله a حييا لا يسأل عن شئ إلا أعطى[5].
وحدث آخر قال: كان رسول الله a خافض الطرف، جل نظره إلى الأرض أكثر من
نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة[6].
وحدث آخر قال: صنع رسول الله a شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك
رسول الله a فخطب، فحمد الله تعالى، ثم قال:
(ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إني