اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 316
فقال: (والله لكأنك تريدنا يا رسول
الله؟) قال: أجل فقال سعد: (فقد آمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق،
وأعطيناك على ذلك عهودنا، ومواثيقنا على السمع والطاعة لك، فامض يا رسول الله لما
أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما
تخلف منا رجل واحد)
قلت: عرفت هذا، وسمعت به.. فهل هناك
غيره؟
قال: لولا الشدة التي كان عليها رسول
الله a والطائفة الذين معه لتحول
الإسلام فرعا من فروع اليهودية، أو فرعا من فروع المسيحية، أو فرعا من فروع
الوثنية؟
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد كان كل طرف من هؤلاء يود من
محمد a ومن الذين معه أن لا يكون لهم
من الدين إلا ما يدينون به.. لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿ وَلَنْ تَرْضَى
عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ (البقرة: 120)، وقد رد الله تعالى عليهم
بقوله:﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ
وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾
(البقرة: 120)
لعلك تعرف ما حصل بسبب تحويل القبلة..
لقد ذكر الله تعالى كيف اغتاظ اليهود من ذلك.. لكن الله أمر نبيه a أن لا يهتم بما يقترحه السفهاء على
ربهم.. وأمره أن يمضي في سبيله الذي أمره الله به لا يلتفت لأغراض المغرضين، ولا
احتجاجات المحتجين، قال تعالى:﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا
وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ
وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ
عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى
عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ
رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 316