قال: لم أر في حياتي رجلا كان يملك قلبا
يمتلئ بالرحمة كالقلب الذي كان يملكه بديع الزمان..
لا يمكنني أن أحدثكم عن كل ما رأيت من
رحمته، ولكني سأحدثكم عن صفة كانت غالبة عليه.. وكأنها خلقت معه.
لقد كان أسهل الناس، وأيسرهم، وأكثرهم
لينا وبشاشة مع أقرب الناس إليه، ومع أبعد الناس عنه.. لم أره ـ مع المواقف
الشديدة التي مر بها ـ إلا لينا بشوشا منطلق الأسارير، وقد دعاني ذلك إلى سؤاله،
فقال: إن الابتسامة هي رسول الرحمة.. والوارث لا ينبغي أن يكون إلا رحيما.. لقد
قال الله تعالى يصف رسول الله a:﴿
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 317