responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 315

قال: لولا هذه الصفة في بديع الزمان والذين معه لساروا مع تيار الإلحاد الذي كان يفرض نفسه فرضا في ذلك الواقع..

لقد كان له من الشدة في الحق ما لم أره في غيره..

أذكر أني قلت له مرة، وقد رأيت شدته على بعض الناس: يا إمام.. ألا ترى أنك اشتددت على الرجل؟

قال: لأن هذا الرجل لا تنفعه إلا الشدة.. إن هذا الموقف الذي وقفته معه خير له من ألف كلمة شكر، وألف ألف قصيدة مدح.

قلت: لم؟

قال: لأنه لم يتعود أن يسمع إلا الشكر حتى مج سمعه الشكر، ولم يتعود أن يسمح إلا المدح حتى صار لا يرى في المدح إلا النفاق.. فلذلك واجهته بما واجهته به مما لم يتعود سماعه.. وأنا أوقن يقينا تاما أن هذه الكلمات ستؤتي ثمارها في نفسه لا محالة.

إن مثل هذا الرجل لا يحبون الضعف، ولا يحبون الذلة.. هم يطلبونها، ولكنهم لا يحبونها.. فلذلك لا يلينون إلا للشديد، ولا يسمعون إلا للقوي.

قلت: من أين استفدت هذه الشدة؟

قال: من رسول الله a.. إن رسول الله a كان كالجبل الثابت الذي لا تزعزعه الأعاصير.. لقد ظل ثابتا على كل موقف وقفه لم يتزحزح عنه.. ولم يرب أصحابه إلا على ذلك..

في اللحظات الحرجة التي مر بها الرسول a قبيل معركة بدر، ‌وهو يعلم أن قريشًا يعدون العدة لملاقاته كان يردد: (أشيروا عليَّ أيها الناس)، وكان الذي ‌يرد عليه أصحابه من المهاجرين، فكلما انتهى أحدهم من بيان الاستعداد الخوض ‌المعركة، كرر نفس السؤال: (أشيروا عليَّ أيها الناس)، وهنا تنبه أحد قادة الأنصار، وهو ‌الصحابي الجليل سعد بن معاذ

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست