responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 300

قال الرجل: كلا.. وهذا ما جئت أسألك عنه.. لقد شوهوا الإسلام أعظم تشوبه.. فهم لم يكسبوا من الإسلام الذي طالبوا بتحكيمه سوى بطون منتفخة، وسيارات فارهة، وقصور عامرة.

نظر بديع الزمان إلى الأفق البعيد، ثم قال: ألم يكن لهؤلاء أسوة بالإنسان الكامل الذي جعله الله شمسا تستنير بها الحقائق؟ أم أنهم يتوهمون أنفسهم أكثر فطنة منه؟

لقد حدث الرواة أنه a أتى ‌بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم ‌ـ يقال له بحيرة بن فراس ـ: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ‌ثم قال له: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من يخالفك أيكون ‌لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر لله يضعه حيث يشاء، فقال له: أفنهدف ‌نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بك.

ألم يقرأ هؤلاء سيرة رسول الله a؟

لقد عرضت عليه المناصب الرفيعة.. وكان يمكنه a أن يستغلها ليبث من دعوته ما شاء أن يبث، لكنه لم يفعل لأن الدعوة إلى الله لا يمكن أن تؤدي ثمارها بهذه الأساليب العقيمة.

لا يمكن لأحد أن يقيم أمة على أعمدة حزب سياسي يمكن أن ينهار بأي فضيحة قد يتلبس بها أي مغرض دخل الحزب، أو أي مغرض يريد أن يحطمه.

إن المنهج الصحيح الذي دعانا رسول الله a إلى استعماله هو ذلك المنهج الذي مارسه a في حياته.. وهو منهج بعيد تماما عن تلك المناهج التي يمارسها الساسة،والتي يتصارعون من أجلها.

سكت قليلا، ثم قال: لقد ذكرني حديثك هذا بتهمة نسبت لي في يوم من الأيام، وكان يمكنني لو صدقتها بسلوكي، أو صدقها تلاميذي أن تجعل من كل تلك الثمرات العظيمة التي

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست