responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 29

قال: أنا محمد.. ولست أرى أحدا يبحث عني.

قلت: بل كلهم يبحث عن محمد.. ليصحب محمدا.. أو ليشوه محمدا؟

قال: ذاك محمد الذي يلقب برسول الله.. أما أنا، فمحمد الذي يلقب بالوارث.

قلت: الوارث!؟.. لقد ظللت زمنا طويلا أبحث عن الوارث.. لكني كنت كمن يبحث في محيط عن إبرة.

قال: ما أصعب أن يرث المرء إنسانا كاملا.. ولذلك لا تلمهم.. بل لا تلم أحدا من الناس.. فربك قسم بين خلقه مواريث أخلاقهم.. كما قسم بينهم مواريث أموالهم[1].

قلت: فأنت تقول بالجبر إذن؟

قال: الرحيم لا يجبر أحدا على أن يعصيه.. والحكيم لا يجبر أحدا، ثم يؤاخذه.

قلت: فكيف اعتبرت الإرث قسمة كقسمة المال؟

قال: المال يقسم بأسبابه، والأخلاق تقسم بأسبابها.. وربك بكل شيء محيط، ولكل شيء مدبر..

قلت: أراك تتحدث بالحكمة.. فمن أين تراك اكتسبتها؟

قال: من لم يتعلم الحكمة من رسول الله لم تزده الأيام إلا جهلا..

قلت: فمعلمك هو محمد.

قال: محمد a هو معلم الكل.. هو كالشمس التي تطل على الكل.. ولكن من الناس من يتعرض لها.. ومنهم من ينحجب عنها.. ومنهم من يتعرض لها، ولكنه يضع الحجب


[1] أشير بذلك إلى قوله a: (إن الله تعالى عزوجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم ينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين، إلا من أحب، ومن أعطاه الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده! لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث)رواه أحمد والحاكم والبيهقي عن ابن مسعود.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست