اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270
لكن الأخلاق المنهارة سرعان ما راحت
تستغله لتغذية الشر.. لقد أدخلت السياسة العفنة هذه المادة الجديدة إلى مصانع
الأسلحة، فأصبحت آلة من آلات إنتاج الدمار، فقفزت أدوات الحرب من شكلها اليدوي
البدائي إلى أشكال ميكانيكية رهيبة.
نتيجة لذلك أوصى نوبل بقسط وفير من ثروته
الضخمة لإحداث جائزة تتوزع على مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والآداب، وجائزة
ترصد لقضية السلام في العالم.. لقد عرف أن السياسة بدون أخلاق تفسد العلم، وتسخّر
المال، فتنتج الحرب وتصنع الدمار، وبناء على ذلك نصت وصيته على أن جوائز البحث
العلمي في الفيزياء والطب والكيمياء تمنح لمن يقدم (أفضل الحسنات للإنسانية)، وعلى
أن جائزة الآداب تعطى لمن (أشاد بالمثل)، وتعطى جائزة مخصوصة لمن ساهم في (إخاء
الشعوب وتقليص الجيوش وتنظيم مؤتمرات السلام)
أما الشخصية الثانية التي تحدث عنها
المحاضر، والتي استغلت اكتشافاتها العلمية أبشع استغلال، فهو ألبيرت أنشتاين..
فنظرية أنشتاين ـ فيما يعرف علميّا
بالنسبية ـ هي التي قادت الباحثين إلى التسليم بمبدإ تكسير الذرة، ومن أجل نظريته
أحرز سنة 1921 على جائزة نوبل.
لقد كانت الأجواء حينها تنذر باندلاع
الحرب الكونية، والعدد الهائل من علماء أوروبا ولا سيما الألمان كانوا يتدافعون
نحو الولايات المتحدة هاربين بعلمهم أكثر مما كانوا هاربين بأجسادهم، فتلقفتهم
الجامعات هناك، فنقلوا إليها الخبر المخيف بأن بعض العلماء في ألمانيا توصلوا الى
تكسير ذرة اليورانيوم، وأن ألمانيا قد وضعت يدها على كل ما تنتجه تشيكوسلوفاكيا من
تلك المادة.
وهنا بادر أنشتاين بالكتابة إلى الرئيس
الأمريكي روزفلت يستحثه أن يهتم بمشروع تفجير الذرة في إطار صنع القنبلة النووية
قبل أن تمتلكها ألمانيا النازية تحت إمرة هتلر، وكان مسوّغه في ذلك هو اعتقاده أن
سبق هتلر إلى القنبلة سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى سواء
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270