اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 269
مسائل أخرى ترتبط بهذه المواضيع.
كانت أول محاضرة أقيمت في ذلك اليوم حول
سيرة نوبل.. وقد كنت أعرف الكثير مما ورد فيها.. فسيرة نوبل ـ بتفاصيل أحداثها ـ
يكاد يعرفها العام والخاص..
لكن محاضرة تلت تلك المحاضرة شدت انتباهي
كما شدت انتباه المستمعين، كان عنوانها (سلطة العلم والسياسة والأخلاق)[1].. وقد بدأ المحاضر محاضرته بأن
صاح في الحضور قائلا:
هل على العالم إذا خشي أن تفضي أبحاثه
إلى اكتشافات قد يستغلها الإنسان لغاية غير أخلاقية أن يمسك عن مواصلة بحثه
العلمي، فيكون بذلك ممتثلا لقاعدة اتقاء المحاذير، ومبدإ درء الشبهات، ولكنه ينخرط
كليّا في مرجعية التعطيل؟
أم هل عليه ـ إذا تم له الاكتشاف ـ أن
يتكتم عليه خانقا أنفاسه وهو في المهد؟
وما عسى أن يكون الأمر لو أن الاكتشاف
كان قابلا لتقديم أعظم الخدمات للإنسانية إذا تم توجيهه وجهة الخير والمنافع، وكف
الإنسان عن استغلاله تحت إغراء نوازع الشر؟
ثم أخذ يتحدث عن العباقرة الذين استغلت
علومهم في تغذية قوى الشر، واقتصر منهم على شخصيتين كبيرتين:
أما أولهما، فهو ألفريد نوبل، ذاك الذي
اخترع مادة النيتروغليسيرين، وهي الصيغة الأولى لكل التركيبات المتفرقعة، وهي كذلك
نقطة الانطلاق لصناعة المتفجرات بأكملها.
لقد استفادت البشرية من هذا الاختراع
خيرا كثيرا.. فلولاه ما حفرت قناة باناما، ولا نسفت صخور الهلغات في ممر نيويورك،
ولا تمت السيطرة على نهر الدانوب عندما يسمى بأبواب الحديد.
[1] أشير بهذا إلى مقال بعنوان (سلطة العلم والسياسة والأخلاق)،
د. عبد السلام المسدي، أستاذ اللسانيات بالجامعة التونسية.. والذي ذكرت ملخصه هنا
ببعض التصرف.
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 269