قلت: لقد مررت بكل هؤلاء في طريقك للبحث عن
الوارث؟22222
قال: أجل.. ومررت بكثير غيرهم.. وقد رأيت
نفرا كثيرا من المسلمين ومن قومي توقفوا عند آحادهم، ولولا أن من الله علي لكنت
الآن محجوبا بالحجب التي عرضت لهم.
قلت: فهل ظفرت بالوارث الكامل؟
قال: لقد من الله علي بذلك.. وقد صحبته دهرا
من الزمن.. ولا أزال إلى الآن أتزود من ثمار صحبتي له.
قلت: فهل ستحكي لي قصتك معه؟
قال: من قصتي معه ما يمكن أن يحكى، وما يمكن
للسان أن يعبر عنه.. ومنها ما لا تستطيع جميع وديان البلاغة أن تعبر عنه.
قلت: فحدثني بما أطقت أن تحدثني عنه، وقرب
لي ما لم تستطع التعبير عنه.
قال: بعد أن امتلأت يأسا من أن أجد الوارث
الذي تتجلى في مرآته شمس محمد a كاملة غير محجوبة بشيء.. جاءني خطاب من أخي ـ الذي لا زال
تترقى به الدرجات في سلم الكنيسة ـ يأمرني فيه بأن أسير إلى أرض من بلاد الله هي
أشبه بلاد الله بالبلاد التي ولد فيها محمد a.. اختلطت فيها الأديان والمذاهب
والفلسفات حتى صارت، وكأنها متحف لها.
قلت: فما الوظيفة التي ندبك إليها في هذه
البلاد؟
قال: لقد ذكر لي في رسالته أن بتلك البلاد
رجل من المسلمين هو أشبه الناس بالمغناطيس الذي تنجذب له القلوب والعقول
والأرواح.. مع أنه لم يكن يتكلم كثيرا.
قلت: هل أرسلك إليه لتبشره بالمسيح؟
قال: كم ود أخي أن يحصل ذلك.. ولكنه كان
يعلم استحالة ذلك.