قال: لم أزهد فيه أنا وحدي.. بل زهد فيه
الكل.. وأول من زهد فيه المستضعفون الذين كانوا ينظرون إليه كما كان المستضعفون
ينظرون إلى محمد a..
لكن المسكين خيب آمالهم، فشغلته نفسه عن الكل.
قلت: فهل بحثت عن وارث آخر لرسول الله a؟
قال: أجل.. لقد رأيت رجلا سمعت أنه قطب
الأقطاب، وغوث الأغواث، ووتد الأوتاد، فهرعت إليه، وقلت: لن يفهم محمدا a، ولن يمثله إلا رجل كهذا.. فهو
يتحدث في الأعماق، ولا يكتفي بالظواهر.
قلت: فكيف وجدته؟
قال: لقد كان حجابا عظيما حال بيني وبين شمس
محمد a.
قلت: كيف ذلك.. وقد زعمت أنه قطب الأقطاب،
ولن يصير المرء قطبا حتى يكون وارثا؟
قال: لقد ورث المسكين القطبية عن أبيه،
وأبوه ورثها عن جده، وقد تركته يعلم ولده أسرار القطبية.
قلت: وما أسرارها؟
قال: جاه عريض، وأموال يكسبها من حلها
وحرامها.. وناس يتمسحون بقدمه وحذائه وفتات خبزه.
قلت: ذلك ما ناله، فما الذي أعطاه حتى يظفر
بكل هذا؟
قال: لقد صحبته مدة أبحث عن صورة محمد a في ذهنه، فوجدتها صورة مشوهة قد
خنقتها الأساطير والخرافات.. بل الكون كله مشوه في ذهنه.. ولا يمكن لمن تشوشت
بركته هذا التشويش أن يمثل حقيقة شمس محمد a.