في البدء اقترح الفيلسوف الإغريقي أرسطو، الذي عاش في القرن
الثالث قبل الميلاد، إحدى أقدم النظريات المعروفة في مجال الوراثة، حيث أشار إلى
أن السمات تورث عبر الدم.. وقد كانت هذه النظرية خاطئة، ولكنها ظلت مقبولة لأكثر
من ألف عام.
ولم يتمكن العلماء من التوصل إلى نظرية صحيحة عن الوراثة إلا
بعد اكتشاف الخلايا الجنسية وتحديد وظائفها.
وخلال أوائل القرن التاسع عشر، اقترح عالم الأحياء الفرنسي
شيفالييه دو لامارك أن السمات التي تكتسب أثناء حياة الكائن الحي يمكن أن تمرر إلى
النسل، وأوضحت الاكتشافات الوراثية المتأخرة أن السمات المكتسبة لا تنتقل من جيل
لآخر.
وكانت هذه النظرية، بالرغم من عدم صحتها، مقبولة لدى عالم
الأحياء البريطاني تشارلز داروين، الذي اقترح نظرية الانتخاب الطبيعي في كتابه أصل
الأنواع (1859م)، فقد اعتقد داروين، أن كل جزء من أجزاء الجسم ينتج جسيمات دقيقة
تتحرك عبر مجرى الدم إلى البيوض أو النطاف، وأن هذه الجسيمات هي التي تسيطر على
السمات الوراثية.
ولم يقبل العالم البريطاني فرانسيس جالتون، وهو ابن أخ داروين،
هذه الفكرة، حيث أجرى عملية نقل دم من أرانب سوداء إلى أرانب بيضاء، ليرى ما إذا
كانت الأرانب البيضاء ستنجب أرانب سوداء، ولكن الأرانب البيضاء أنجبت صغارًا بيضاء
أيضًا.
خلال أواسط القرن التاسع عشر أجرى الراهب النمساوي وعالم
الأحياء جريجور
[1] انظر المادة العلمية المرتبطة بهذا في (الموسوعة العربية
العالمية) مادة (الوراثة)
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 264