اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263
ضروري، أو كالضروري، فلا يمكن لأحد أن
يتقن فنا دون أن يتخصص فيه.. وأو يهب عمره جميعا له.
قال: لكني اكتشفت أن في علوم محمد a ما يختلف عن ذلك تماما.. فعلومه تستقي
من محيط صبت فيه جميع بحار العلوم والمعارف، أو كانت هي مصدر جميع العلوم
والمعارف.
لقد قال الله تعالى يذكر سعة علمه ـ على
لسان إبراهيم u
ـ:﴿ أَتُحَاجُّونِّي
فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ
يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ
﴾ (الأنعام: 80)
وقد أخبر تعالى أن القرآن الكريم نزل من
مشكاة علم الله، قال الله تعالى:﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ
إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ
شَهِيداً﴾ (النساء:166)
لهذا، فإنك تجد في القرآن الكريم، وفي
تفسير النبي a له كل حقائق العلوم ما تعلق
منها بالوجود، أو بالحياة، أو بتنظيم الحياة.. كل ذلك تجده واضحا جليا في القرآن
الكريم وفي السنة المطهرة.
لقد أشار القرآن إلى هذا في قوله
تعالى:﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (النحل: 89)
فكل الحاجات التي ترتبط بالإنسان توجد
خلاصتها في هذا الكتاب الذي نزل على محمد a.. والذي قام محمد a في
حياته جميعا بتفسيره..
قلت: ولكن العلوم كثيرة.. وقد وضعت في
آلاف.. بل عشرات الآلاف من المراجع الضخمة..
قال: إن عشرات الآلاف من الكتب قد يمكن
تلخيص ما يفيد منها في كلمات معدودات.. بل قد يمكن تلخيص جهود بشرية طويلة في
معادلة واحدة..
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263