responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 262

سرنا إلى كلية من كليات الحقوق، وطلب مني أن أسأل بعض أساتذتها عن أسئلة مرتبطة بعلم الفلك.. فلم أجبه بما أجبته به.. بل أردت أن أبين له خطأ الأسلوب الذي يتعامل به مع المختصين، فاقتربت من بعض الأساتذة، ورحت أسأله، فتجهم الأستاذ في وجهي، وقال: أراك أخطأت.. فأنت في كلية حقوق، لا في مرصد فلك.. حاول مرة أخرى أن تقرأ واجهة الباب قبل أن تدخل.

بعد أن عدنا أدراجنا إلى البيت في المساء، من غير أن نستفيد أي فائدة سوى ما عرفنا من الجهل المطبق لعلماء أعلام بكل ما هو بعيد عن اختصاصهم، قلت للباقر: أراك ترمي إلى شيء.. فما هو؟

قال: لقد ذكرت لك أن من الضوابط المهمة التي وضعتها لعلوم الإنسان الكامل الشمول.

قلت: أجل.. فما تقصد به؟

قال: إن الذي يتعلم من الله يستحيل أن يحبس في سجن التخصصات.. فالله هو الواسع الذي لا يحده شيء، ولا يضيق دونه شيء.

لذلك قلت لنفسي: إن علوم الإنسان الكامل علوم لا تحدها التخصصات، ولا تقيدها.. لأنها إن كانت كذلك كانت علامة جهل كبير..

قلت: ما الذي تقوله؟

قال: ألا ترى أن المتخصص مقيد في سجن اختصاصه، فهو لا يفسر الأشياء إلا على ضوئها؟

قلت: أجل.. فالمسجون في سجن علم الاجتماع أو في سجن مدرسة من مدارسها لا أراه في مواقفه يتحدث إلا انطلاقا منها.. وهكذا المسجون في سجون علم النفس.. وهكذا المسجون في سجون التخصصات المختلفة.. حتى التخصصات الدقيقة منها.. ولكن ذلك

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست