responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 260

نسمع؟)، قال: (زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر الله)، قالوا: (صدقت)

ألا ترى أن هذا يناقض التفسير العلمي للرعد[1]، والذي يختصره في كونه الصوت الناتج عن تصادم الكهربائية بين السحاب وبين بعضه، أو بين السحاب والأرض[2]؟

قال: إن هذا يصدق عليه ما ذكرته لك من قبل.. فالتفسير المادي الذي ذكرته لا ينافي التفسير الغيبي الذي ذكره رسول الله a بل هو يكمله، بل يعطيه بعدا آخر أكثر جمالا.. فالتفسير المادي الهزيل غير النهائي ـ والذي نوافقهم فيه ـ يجعل من الرعد مجرد صوت جامد لا جمال فيه ولا حقائق يحملها، بينما التفسير الكامل هو ذلك التفسير الذي لا يتناقض أولا مع التفسير العملي، فينفيه، وفي نفس الوقت يضيف تفسيرا آخر يبين حقيقة الحال.

وبذلك تنتفي الخرافية من التفسير الغيبي، بل تجعل من ذلك التفسير تفسيرا علميا، يقصر العقل عن إدراكه لما غاب عنه من وسائل ذلك الإدراك.

فالرعد في المفهوم المادي صوت حتمي ناتج عن حالة فيزيائية معينة، فلا يحمل أي رسالة، ولا يفهم منه إلا ما يفهم من سائر أصوات الأشياء في ارتطاماتها.

بينما هو في المفهوم الشرعي صوت له معناه وله دلالاته العظيمة، والتي يفقهها أهل الله وأولياؤه، ولذلك قال تعالى:﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ


[1] للأسف نرى هذا القول تمتلئ به كتب المبشرين، وفي موقع الكلمة وحده عشرات المواضع التي ليس من همها غير التشنيع باعتبار الرعد ملكا.

[2] والتفسير العلمي لذلك أن في السحب كهربائية موجبة وفي الأرض كهربائية سالبة، وقد تكتسب السحب المنخفضة من كهربائية الأرض فتصير كهربائيتها سالبة مثلها، فإن اتفق مرور سحابة من السحب العلوية الجوية فوق سحابة من هذا النوع حصل بينهما تجاذب لأن الجسمين المتكهربين بكهربائيتين مختلفتين يتجاذبان وتتحد بينهما الكهربائيتان.

فتتجاذب تانك السحابتان حتى تتحد كهربائيتاهما وعادة يحصل من هذا الاتحاد حرارة شديدة وتتولد بنيهما شرارة مناسبة لحجم السحابتين فتلك الشرارة هي الصاعقة وما يرى من نورها هو البرق وما يسمع من الرعد هو صوت سريانها في الهواء فيكون الرعد هو صوت الشرارة الكهربائية تخترق طبقات الهواء..

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست