اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259
قال: كلهم قد يكذب، ويحتال ليكذب إلا محمدا a.. فقد تعلم من ربه.. ومن تعلم من
ربه لن يحتاج إلى الكذب.
قلت: فكيف ترد على هذا الإشكال؟
قال: ألا يعرف هؤلاء الناقدون أن أكثر الأمور تكون نتيجة لعوامل
كثيرة، كل عامل منها يكون سبباً من عدة أسباب مؤثرة فيه، وفي هذه الحال لو ذكر
إنسان سبباً فقط، ولم يذكر الآخر لا يعني هذا أنه ينفي البقية؟
فقد يكون الكسل ـ مثلا ـ نتيجة لاجتماع الحر والتعب والضجر
والعادة والملل، وقد تجتمع هذه الأسباب كلها عند إنسان، فلو قلت لهذا الإنسان:
الحر جعلك تتكاسل لا يعني هذا أنك تنفي سائر الأسباب.
ولهذا، فإن هناك كثيرا من القضايا ربطها الله تعالى بأسباب حسية
وأسباب غيبية، كالموت مثلاً، فإن له سبباً حسياً هو المرض، وآخر غيبياً هو قبض
الروح من قِبَلَ الملك الموكل بذلك..
ولهذا فإن القرآن والحديث قد يتحدثان في موقف عن السبب الحسي
لقضية، وقد يتحدثان في موقف آخر عن السبب الغيبي لها، ولا يعني أن ذكر أحدهما في
موطن نفي للثاني[1].
قلت: هناك شيء آخر أعظم خطرا.. لقد ورد
في الحديث أن الرعد هو في الحقيقة (ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، معه مخاريق
من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله)، وعندما سألت اليهود محمدا عن الرعد ما هو؟
قال: (ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء
الله)، فقالوا: (فما هذا الصوت الذي