اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 258
مصاباً بها، وثبت كذلك أنها كانت سبباً مباشر للكثير من
الأمراض في الأقطار الأخرى.
ومما تجب على الناس مراعاته عدم مداعبة الكلاب، وتعويد الأطفال
التوقّي منها، فلا تترك تلعق أيديهم ولا يجوز إبقاء الكلاب بمحال نزهة الأطفال،
وميادين رياضتهم، ويجب أن لا تطعم الكلاب في الأواني المعدّة لأكل الناس، وأن لا
يسمح لها بدخول متاجر المأكولات والأسواق العامة أو المطاعم على وجه عام يجب
إبعادها عن كل ما له صلة بمأكل الإنسان ومشربه.
قلت: لقد اخترع أهل عصرنا الكثير من مواد التنظيف.. وهذا قد
يغني عما ورد في الحديث: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه كلب أن يغسله سبع مرات
أولاهن بالتراب)[1]
قال: ومع ذلك، فقد أشار a في هذا الحديث إلى مطهر بسيط واقتصادي وموجود في كل مكان.. وهو
التراب.. فقد اكتشف أهل عصرنا الكثير من مبيدات الجراثيم في التراب..
فالستربتومايسين والتتراسكلين والنيوماسين، كلها من مبيدات الجراثيم، استفيد من
التراب في استخراجها لوجود ذيفان في جراثيمه يقضي على أنواع من الجراثيم الأخرى.
قلت: صحيح ما ذكرت.. ولا ينبغي لي أن أجادلك فيه.. ولكن هناك
أمرا مثيرا يعتبره بعض أهل عصرنا نوعا من الدجل، وبعضهم يعتبره نوعا من الحيل.
قال: تقصد ما ورد في النصوص الكثيرة من كون البلاء والعقوبات
مرتبطة بالذنوب..
قلت: أجل.. فقد اعتبره بعضهم دجلا متنافيا مع ما تنص عليه
العلوم من اعتبار الذنوب لا علاقة لها بما يحصل في الكون من حوادث..
وبعضهم اعتبرها نوعا من الحيل التي قصد منها جر الناس إلى العمل
الصالح، ولو بالكذب.