responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 200

الروح.

قلت: حتى المحاصرون في سجن الجسد؟

قال: أجل.. ألا ترى السجين كيف يشتاق إلى الحرية؟

قلت: بلى..

قال: فكذلك أرواح أولئك المكبلين في قضبان أجسادهم تشتاق لسماع نغمات الأرواح الطيبة التي تنطلق من أفواه الزهاد.

قلت: فهل ينتفعون بزيارته؟

قال: كما لا ينتفعون بزيارة بعضهم لبعض.. إن ما تراه من رشحات الرحمة والعدل التي يبدونها في بعض الأحيان لا تنطلق إلا من هذا البيت وأمثال هذا البيت.

قلت: فلم تتعب المعارضة نفسها في تحقيق مطالبها.. فلو أنها اتخذت بيتا مثل هذا البيت لنالت مطالبها من غير عناء؟

قال: وأين الحرص والطمع؟.. فهما الذئبان العاويان اللذان لا هم لهما إلا القضاء على حقيقة الإنسان.. لقد ذكر رسول الله a ذلك، فقال: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)[1]

بينما نحن كذلك إذ خرج صبي صغير من البيت، ونادى فينا: من يريد السيد فليدخل.. فإن السيد في انتظاره.

قلت لصاحبي: أترى الصبي يقصدنا؟

قال: أجل.. ألا تراه يلتفت إلينا؟

قلت: فهل تدخل معي.. أم سأدخل وحدي؟


[1] رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست