responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199

لقد كان أويس القرني هو الوارث الرابع الذي عرفت منه، بل علمت علما لا يزاحمه الشك بأن محمدا a هو سيد الزهاد وأكملهم.. وأنه لو اجتمع زهد جميع الزهاد ووزن بزهد رسول الله a لوزنه زهد رسول الله a.

سار بي الرجل في شوارع كثيرة قبل أن أصل إلى بيت أويس.. كانت شوارع بسيطة، تخلو من كل مظاهر الترف.. ولكنها مع ذلك نظيفة تفوح من جنباتها الصحة والعافية والسلام.

عندما وصلنا إلى بيت أويس رأينا رجلا يخرج منه، فالتفت إلي صاحبي، وقال: أتعرف هذا؟

قلت: لا.. لقد ذكرت لك أني غريب بهذه الديار.

قال: هذا والي قرن.

قلت: والي المدينة نفسه يزور هذا الرجل!

قال: ويزوره الوزراء والأمراء والملوك.

قلت: لقد ذكرت لي أنه زاهد.. فكيف يزوره كل هؤلاء؟.. وهل ينسجم الزهد مع هذا؟

قال: ألا ترى بيته البسيط؟

قلت: أجل.. وهذا ما زادني عجبا.. فكيف يزور أحد في الدنيا من هذا بيته؟

قال: لا يزورونه إلا لأن هذا بيته..

قلت: فكيف لا يرحمونه بقصر من قصورهم؟

قال: لو طمع في قصورهم ما طمع في قبول زيارته لهم.. ولكنه لما زهد فيهم حرصوا عليه..

لقد عرضوا له من الدنيا ما شاءت لهم نفوسهم أن تعرض.. ولكنه أبى.

قلت: فلم يزورونه؟

قال: لأن كلام الزهاد ينطلق من الروح.. وفي كل إنسان شوق عظيم لأن يسمع كلام

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست