responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198

حتى أساعدك في البحث عنه؟

قلت: أنا أبحث عن الإنسان.

قال: كلهم يبحثون عن الإنسان.. وكلهم يتيه في بحثه.

قلت: لم أفهم قصدك.

قال: هم يتعلقون بطين الإنسان، لا بروح الإنسان.. وهم لذلك ينشغلون بما تطلبه طين الإنسان من كلأ وماء.. ويغفلون عما تطلبه روحه من علم وإيمان.. وهم يزنون الناس بما يملكون من أطنان التراب والماء، ولا يزنونهم بما يملكون من حقائق العلم والإيمان.

قلت: لم تزدني إلا يأسا.

قال: اليأس ينبت الشوق، والشوق ينبت الحرص.. ومن حرص على شيء وصل إليه.

قلت: أنا لست حريصا على أي طين ولا علي أي ماء.. أنا أبحث فقط عن الإنسان الذي نفخ فيه روح الإنسان.

قال: ما دمت قد ذكرت ذلك.. فسأدلك على رجل من أهل الله، ومن ورثة رسول الله.. هو بهذه البلاد.. وهو سر بركتها، وسر ما تراه فيها من أمن وسعادة.

قلت: من هو؟.. لم أسمع برجل له مثل هذه البركات.

قال: ولكن هذه البلدة سمعت به.. إنه (أويس القرني)[1].. هو رجل ملأ قلوب الناس قناعة ورضا.. فلم يحسد فقيرهم غنيهم، ولم يشح غنيهم على فقيرهم.. فلذلك لا ترى بينهم لصا ولا غاشا ولا مختلسا ولا محتكرا ولا قاتلا.. ولا شيئا مما تمتلئ به سجون العالم.

قلت: أسرع بي إليه.. فذلك الذي أبحث عنه.

***


[1] أشير به إلى أويس القرني.. وهو أحد أئمة الزهد الكبار، وقد بشر به رسول الله a في قوله: إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لابره، وكان به بياض فبرئ.. رواه مسلم وغيره.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست