اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 192
وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (النحل:89)
قال آخر: ولكنا لا نجد في القرآن الكريم
الكثير من الفروع المرتبطة بالحلال والحرام..
قال بشر: لقد حوى القرآن الكريم مجامع
الحقائق والتشريعات.. أما التفاصيل فقد وكلت لرسول الله a.. لقد قال الله يبين هذه الوظيفة
الخطيرة التي وكلت لرسول الله a:﴿
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل: 44)
وقد قال a يبين أداءه الكامل لكل ما أنيط به من
التكاليف: (تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)[1]
وقد شهد له أصحابه بهذا.. فعن أبي ذر
قال: توفي رسول الله a وما
طائر يحرك جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لنا منه علما.
ولما شك الناس في موته a، قال عمه العباس: (والله ما مات رسول
الله a حتى ترك السبيل نهجا واضحا،
وأحل الحلال وحرم الحرام، ونكح وطلق، وحارب وسالم، وما كان راعي غنم يتبع بها رؤوس
الجبال يخبط عليها العضاة بمخبطه، ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله a كان فيكم)[2]
ورع الصالحين:
قال رجل من الجمع: عرفنا الدرجة الأولى..
وقد سبق لك أن أجبت لنا عن الكثير من الأسئلة المرتبطة بها، فحدثنا عن الدرجة
الثانية.
قال بشر: لقد عبر العلماء عن الدرجة
الثانية بأنها ورع الصالحين، فهم يمتنعون عما يتطرق إليه احتمال التحريم، ولو رخص
المفتي في التناول بناء على الظاهر..