responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 193

وإلى هذه الدرجة الإشارة بقوله a: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)[1]

وفي رواية للحديث أن النبي a قال لرجل: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، فقال الرجل: وكيف لي بالعلم بذلك؟ قال: (إذا أردت أمرا، فضع يدك على صدرك، فإن القلب يضطرب للحرام، ويسكن للحلال، وإن المسلم الورع يدع الصغيرة مخافة الكبيرة)[2]

وفي رواية للحديث عن النبي a قيل له: فمن الورع؟ قال: (الذي يقف عند الشبهة)[3]

قال رجل من الجمع: فما ضابط هذه الدرجة؟

قال بشر: ضابط هذه الدرجة هي أن تغلب الاحتياط، وأن تبتعد عن حمى الحرام قدر ما أطقت.. فقد قال a لعدي بن حاتم في الكلب المعلم: (وإن أكل فلا تأكل فإني أخاف أن يكون إنما أمسك على نفسه)[4]

فقد قال a هذا لعدي بن حاتم على سبيل التنزيه لا على سبيل الإلزام، بدليل أنه قال لأبي ثعلبة الخشني: (كل منه)، فقال: وإن أكل منه؟ فقال: (وإن أكل)، وذلك لأن حالة أبي ثعلبة، وهو فقير مكتسب لا تحتمل هذا الورع، وحال عدي كان يحتمله.

قال رجل من الجمع: لقد ذكرت أن هذا هو ورع الصالحين.. فكيف نرى بعضهم، وقد سئل عن دم البعوض، فيقول: يسألونني عن دم البعوض وقد قتلوا الحسين، وسمعت النبي a يقول: (هما ريحانتاي من الدنيا)[5]؟

قال بشر: صدق.. فإن التدقيق في التوقف عن الشبهات إنما يصلح لمن استقامت أحواله كلها، وتشابهت أعماله في التقوى والورع، فأما من يقع في انتهاك المحرمات الظاهرة،


[1] رواه أ حمد، والترمذي، والنسائي، وابنُ حبان والحاكم.

[2] هذا الحديث ذكره ابن رجب في (جامع العلوم والحكم)

[3] رواه الطبراني بإسناد ضعيف.

[4] رواه البخاري ومسلم.

[5] رواه البخاري.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست