المبتورة عن الحقائق التي تنطلق منها يكون قد شوه رسول الله a أعظم تشويه.. بل هو كمن صبغ سما
بصورة دواء.. فلا يزيد الناس إلا مرضا.
قلت: ولكن كيف يضع الإنسان نفسه في القالب الذي كان عليه رسول
الله a؟
قال: أنت تعلم أنه ليس هناك إنسان في الدنيا حفظت كل تفاصيل حياته..
بل حفظت حياة كل تفاصيل لطائفه جميعا مثل رسول الله a.. فقد حفظ الله في القرآن والسنة
والسيرة كل ما يرتبط برسول الله a.
قلت: أجل.. أعلم ذلك.
قال: فقد أقام الله الحجة على عباده ووضع لهم الصورة المثالية
للإنسان ليعيشوها ويتقولبوا في قالبها.. ليتحقق فيهم مراد الله من خلق الإنسان.
شعرت بقناعة تغمرني لما قاله، لكني وجدتني أسأله من غير أن
أشعر: لقد ذكرت لي نفسي الورثة.. فمن الورثة؟
قال: الوارث هو الذي اصطبغ بصبغة رسول الله a حتى صار دليلا عليه..
قلت: هل يمكن أن يصل الشخص إلى هذه المرتبة؟
قال: أجل.. بل إن مثل هؤلاء لا يمكن أن تخلو منهم الأرض.. فالله
تعالى قد جعل بحكمته ورحمته ولطفه بعباده من يمثل في كل زمن من الأزمان رسول الله a ليتحقق بذلك قوله تعالى:﴿
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ
مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (لأنفال:33)
فقد جعل الله وجود رسول الله a أمانا للأرض.. وهكذا وجود ورثته..
ولهذا لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض (الله الله)[1]
[1] نص الحديث: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله
الله) رواه مسلم والترمذي وغيرهما.