responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18

التفت إلي، وقال: انظر.. لقد ذكر رسول الله a أن هؤلاء يقولون من قول خير البرية.. وذكر أنهم يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم.. ثم أمر بعد ذلك بما أمر به.

قلت: فسبب ذلك أنهم لم يتوحدوا في رسول الله a إذن؟

قال: أجل.. لقد اكتفوا من رسول الله a بظاهره.. بلباسه، ولحيته، وقراءته.. فراحوا يعمرون بها أجسادهم.. أما قلوبهم وعقولهم وأرواحهم وأسرارهم، فقد أسلموها الأبي جهل وإخوان أبي جهل.

قلت: فرسول الله a أمر الأمة إذن بأن تفنى في شخص رسولها، فلا يبقى في شخصها حظ من نفسها؟

قال: أجل.. لأن رسول الله a هو النموذج الأعلى للإنسان.. ولا يمكن لشخص أن يصل إلى الكمال في أي لطيفة من لطائفه إلا بعد أن يتحول قالبه إلى القالب الذي كان عليه رسول الله a.

قلت: ألا ترى أن ما تقوله خطير أو مناف لعقيدتنا في رسول الله a؟

قال: لا.. هذا هو لب العقيدة في رسول الله a.. فالله تعالى جعل رسوله أسوة، قال تعالى:﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب:21).. ألا ترى أن الآية جاءت مطلقة.. فلم تحدد موضع الأسوة؟

قلت: أجل..

قال: ولذلك كان من حصر التأسي في حال من الأحوال أو عمل من الأعمال بعيدا عن رسول الله a بقدر حصره وبقدر بعده.. ألم تسمع الأصوليون، وهم يرددون كل حين (لا تخصيص بدون مخصص.. ولا تقييد بدون مقيد)

قلت: بلى..

قال: فمن حصر سنة رسول الله التي تمثل شخص رسول الله في بعض الظواهر

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست