responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13

***

ما استتم هذا الخاطر على خاطري حتى سمعت صوت الغريب يناديني، فأسرعت أحث خطاي إليه، فقال: لقد كنت أحسبك مشتاقا للحديث عن (النبي الإنسان)، فكيف تأخرت علي؟

قلت: لقد حبستني نفسي.. وكدرت علي صفوا كنت أجده، ونغصت نعيما كنت أتنعم به.

قال: كل صفو حبسك، فالكدورة خير منه.. وكل نعيم قيدك، فالآلام خير منه.

قلت: لم أفهم ما الذي ترمز إليه..

قال: لقد قال تعالى:﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ (الذريات: 50)، والفرار يمتنع معه القرار.

قلت: إن نفسي تطالبني أن أصير محمدا.. لكأني بها لا تعلم من هو محمد.

قال: لا يمكن للمحب أن يكتمل حبه حتى يتحول إلى حبيبه الذي أحبه.

قلت: لكأني بك تردد قولها.

قال: لقد صدقتك نفسك.. وهي لم تقل إلا الحقيقة.

قلت: أهذا خاص بمحمد، أم عام لكل محبوب؟

قال: بل هو عام لكل محبوب.. فلا يمكن أن تبقى في المحب بقية لغير محبوبه[1].

قلت: فإن بقيت؟

قال: كان ذلك علامة عدم اكتمال الإخلاص في المحبة.. المحبة تقتضي الذوبان في


[1] تحدث علماء المسلمين على ما يسمى بتوحيد الحب، والمحبوب.. فذكروا أن من شروط صدق الحب أن يتوحد الحب والمحبوب، فتوحيد المحبوب أن لا يتعدد محبوبه، وتوحيد الحب أن لا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها لمحبوبه.

وقد استوحينا هذا المعنى في هذا الحوار الذي أردنا من خلاله تبيان الأصول التي يقوم عليها الاستنان بسنة رسول الله a.. فالسنة ليست مجرد حركات مقلدين، وإنما هي حركات محبين فانين في حبهم عن أنفسهم.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست