كنت أعيشه حين كنت أرضى ما يرضى به كل أهل
الأرض.. فكل أهل الأرض ضمتهم الأرض، وغطتهم السماء، ولفحتهم بأشعتها الشمس.
لكني رددت على نفسي.. وبقوة..: ومن له
القدرة على أن يزاحم تلك الأنوار التي اجتمعت في رسول الله a حتى صار شمسا لا تدانيها أي
شمس.. إن من يفعل ذلك يوشك أن يحترق.
قالت لي نفسي، وبنفس القوة التي صرخت بها
فيها: عالم الأنوار لا مزاحمة فيه.. ولا احتراق.. ومن ظن أن هناك مزاحمة أو أن
هناك احتراقا، فهو لم يخرج من نفسه الأمارة بالسوء.
قلت: فكيف أخرج من نفسي الأمارة بالسوء
لأصير محمدا؟
قالت: ذلك هو لباب العلوم وأصلها وسر
أسرارها، ومن ظفر به ظفر بالإكسير الأحمر الذي ينفخ في طين الإنسان روح الإنسان.
قلت: في أي جامعة أتعلم هذه العلوم؟
قالت: هذه العلوم لا تعلم في الجامعات.. ولا
في أي محل من محال الدنيا.
قلت: فكيف أصل إليها؟
قالت: بالبحث عن أهلها.
قلت: ومن أهلها؟
قالت: الورثة..
قلت: ومن الورثة؟
قالت: هم الذين لم يستظلوا في الدنيا بغير
أشعة محمد a..
أولئك هم الذين نفخ فيهم روح الإنسان.. خليفة الله في أرضه.
قلت: وكيف أصل إليهم؟
قالت: عندما تمتلئ شوقا إليهم ستصل إليهم..
وربما تجدهم أقرب إليك من نفسك.