responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

البداية

في ذلك الصباح المبارك الذي سمعت فيه الحكاية التي سأقصها عليكم، خطر لي خاطر ملأني نشوة وسعادة وسرورا..

لقد تذكرت أن هذه الأرض التي أسير عليها هي نفس الأرض التي سار عليها رسول الله a.. وأن هذه السماء التي أستظل بظلها، وألتحف غطاءها هي نفس السماء التي كانت تظلل رسول الله a، وكانت تغطيه بلحافها.. وأن هذه الشمس التي تغمرني أشعتها هي نفس الشمس التي غمرت بأشعتها رسول الله a.

وقلت لنفسي: أبشري يا نفس، فلربما تنعمت رئتاك بنفس الهواء الذي استنشقه رسول الله.. وربما تنعم جوفك بنفس الماء الذي شربه.. ولربما ذقت نفس الطعام الذي ذاقه، أو وطئت قدماك نفس المواطئ التي وطئتها قدماه الشريفتان.

لكن نفسي عادت لتتألم من جديد، وتقول لي، وهي تعتتصر ألما: كف عن هذه الهمة الدنية.. فالمحب لا يرضيه من الحبيب إلا كل الحبيب.. والحبيب الذي رضي من الحبيب بما ترضى لا يستحق أن يكون حبيه رسول الله.. فرسول الله a لا يحبه إلا أصحاب الهمم العالية.

قلت لها: ومن أصحاب الهمم العالية؟

قالت: أولئك الذي لم يرتضوا لننفوسهم وأرواحهم وأسرارهم اسما إلا اسم محمد.

قلت لها: فالأمر هين إذن.. سأغير اسمي ليصير كاسم الحبيب.

قالت: ليس الشأن أن تغير اسمك، ولكن الشأن أن تغير مسماك.

قلت لها: مسماي يستحيل أن يصير محمدا.. فمحمد ليس إلا واحد في هذا الوجود.

قالت: ما دمت كذلك.. فهمتك الدنية أبعد من أن تجعلك أهلا لحب الحبيب..

تألمت لهذا الجواب القاسي الذي أجابتني به نفسي.. وأيقنت مدى الانحطاط الذي

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست