اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 474
لله ومحبة له.
قلت: أين أجد هذا في الفن الإسلامي؟
قال: اذهب إلى دواوين الصالحين الكثيرة لترى
تلك الأشعار الرقيقة في محبة الله وذكر كمالاته.
قلت: ولكن ليس الفن شعرا وحده.
قال: فاذهب إلى تلك المجالس التي تترنم بتلك
القصائد لتحولها إلى ألحان تموج بجميع معاني الإيمان.
قلت: قد سمعت بعضها وأثرت في نفسي تأثيرا
عميقا.
قال: فقارن ذلك بما تسمعه من قومك من أنواع
الغناء والموسيقى التي تملأ النفس بالضياع والقلب بالألم.
***
ما وصل (سير هاملتون جيب) من حديثه إلى هذا الموضع حتى سالت
دموع حارة من عينيه لم يملك حبسها، فقلت له: ما يبكيك؟
قال: أمران.. كلاهما ملأ قلبي بحزن وانقباض
وكآبة.
قلت: ما هما؟
قال: أما أولهما فهو من آلت إليه قيادة الفن
في عصرنا.
قلت: ما به؟
قال: هم لم يكتفوا بما وصل إليه الإنسان من
انحراف عن إنسانيته، بل راحوا يعمقون هذا السقوط.. فكل يوم ينتج لنا الشياطين
الذين يحتكرون وسائل الإعلام من ألوان الغثاء ما يزيد به تيه الإنسان عن الإنسان.
قلت: عرفت هذا.. وأنا أتألم له بمثل تألمك..
فما الثاني؟
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 474