اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 473
لقد مدح المتنبي بقصائده الكثير من
الأمراء.. وامتلأ شعره حكمة بسبب ذلك، ولكنا نرى العامة يرددون شعره من غير أن
يعرفوا أميرا من الأمراء.. فقد انشغلوا بالغاية عن الواسطة.
قلت: ولكن القرآن ذم
الشعر.. ففيه:﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ (الشعراء:224)
قال: القرآن لم ينه عن
الشعر.. بل وجهه نحو الوجهة النبيلة، ولهذا، فقد جاء بعد تلك الآية السابقة تعليل
سر ذلك، واستثناء الذين آمنوا:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ
يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا
الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)﴾ (الشعراء)
وقد قال محمد يبين الغاية التي ينبغي أن يتوجه لها الشعر: (إن
من الشعر حكما)[1]
قلت: أجل ذلك ما صحيح.. وقد قال الشاعر يبين
الدور العظيم الذي قام به الشعر في هذا المجال: